السلوكيات المضادة للإنتاجية
ما أزال أذكر أول
مرة طلب منا الدكتور أن نقوم بعمل ورقة بحثية حول مفهوم السلوكيات المضادة
للإنتاجية "counterproductive Behaviors" كيف أني أول ما طلب أن يقوم بالكتابة حول
هذا الموضوع لما أثاره لدي من رغبة في الإطلاع عن المفهوم الإداري وأسبابه و
الذي لطالما عانينا منه في تعاملاتنا اليومية مع الموظفين في المؤسسات الحكومية.
وفي هذه المقالة أريد أن أسلط الضوء
على بعض ما وجدته عندما حاولت القيام بعمل الورقة البحثية..
في البداية وقبل كل شيء ما هي
السلوكيات المضادة للإنتاجية ؟
السلوكيات المضادة للإنتاجية كتعريف
هي تلك السلوكيات الصادرة عن أحد العاملين
فيها و التي تضر أو التي هناك إحتمال في ضررها و إيذائها بالمنظمة أو موظفيها (Spector & Fox, 2005) تلك التصرفات قام علماء الإدارة و علم النفس بتصنيفها ضمن مجموعة من
السلوكيات أذكر منها :
-
سلوكيات الغضب.
-
سلوكيات العنف في مكان العمل
-
سلوكيات التلفظ بألفاظ نابية و الانحراف الأخلاقي
-
سلوكيات الانتقام
-
سلوكيات السرقة
-
سلوكيات التسلط والتحرش الجنسي
-
سلوكيات التخريب المتعمد
في الواقع هذه السلوكيات ممكن أن تكون
باتجاه زملاء العمل في نفس المستوى التنظيمي أو حتى زملاء العمل في المستويات
الدنيا أو حتى العليا " و التي كثيرا ما تطرقت لها الأفلام الأمريكية على
سبيل إضحاك المشاهد ولكنها تحدث في
الحقيقة", في جانب آخر هذه السلوكيات قد تكون على شكل ضرر مادي للشركة فمثلا
قد تكون على شكل سرقة أو تخريب متعمد فمثلا نرى موظف يسرق من شركته أو قد يجعل
الآلة تعمل بشكل خاطئ لكي تتعطل فيأخذ قسطا من الراحة دون عمل نتيجة تعطلها.
هذه الأمور جعلت المدراء يدرسون كيف
يمكن أن تؤثر مثل هذه السلوكيات ولو على
قلتها على أداء المنظمة و الموظفين فيها و قد قاموا أيضا بوضع مجموعة من العوامل
التي أوردها علماء النفس التي كانت تؤدي إلى هذه السلوكيات أذكر منها :
-
التوتر النفسي وضغط العمل .
-
المشاعر السلبية اتجاه العمل أو رب العمل .
-
غياب العدل في نواحي عدة في العمل مثل ( تقييم الأداء,
المعاملات مع الموظفين , المهام المعطاة لكل موظف, عدم تكافئ المرتبات مع الأداء
المنجز).
-
مشاكل نفسية خاصة بالموظف.
-
مقدار الثقة في بيئة العمل
و كنواحي إدارية وجد الباحثون أن لممارسات إدارة الموارد
البشرية دورا مهما في خلق السلوكيات المضادة للإنتاجية نذكر منها :
-
عدم ارتباط التوصيف الوظيفي للعمل بالواقع.
-
اعادة تصميم الهيكل الوظيفي بشكل سلبي على الموظف
-
ضعف نظام الرقابة الداخلية ضمن القسم الإداري
-
إعادة هندسة العمليات ضمن المنظمة بشكل سيء
-
سوء نظام التعويضات في الشركة.
-
سوء نظام تقييم الأداء و عدم تحقيقة لفرص العمل المتساوية .
-
سوء عمل المدير المباشر على الموظف.
-
الوجود في فريق عمل غير متآلف مع بعضه.
وهناك الكثير أيضا من العوامل التي
يمكن للقارئ التبحر فيها وهي موجودة في الكثير من الأوراق البحثية المنشورة في
المجلات العلمية .
تؤدي السلوكيات المضادة للإنتاجية للعديد
من المشاكل في المنظمة مثل :
-
ارتفاع تكاليف العمل نتيجة السرقات أو التخريب أو إعادة العمل.
-
ارتفاع معدل دوران العمل نتيجة عدم رضى الموظف عن المنظمة
-
التأثير على أداء الموظفين الآخرين في المنظمة نتيجة التأثير
على بيئة العمل فيها
-
في حالة الموظف يكون على اتصال مباشر مع العملاء فإن هذه يؤدي
إلى فقدان العملاء نتيجة فظاظة الموظف.
-
الدخول في حوارات جانبية مع الموظفين مما يؤثر على إنتاجية
الموظفين في القسم.
و أخيرا يمكن أن أشير أنه لحل مشكلة
السلوكيات المضادة للإنتاجية يجب على قسم الموارد البشرية أن يقوم بتحليل جميع
الحالات على حدى لتحديد مكان المشكلة فقد تكون المشكلة في غياب العدالة أو انخفاض
معدل الثقة من قبل الموظف مع مدراءه او شركته أو حتى زملاءه و يمكن أن تكون
المشكلة متمثلة في بيئة العمل بحد ذاتها أو ان الموظفين بحاجة لتدريب أكثر وربما
يكونوا بحاجة لزيادة العلاقات الاجتماعية و هنا يتوجب على الادارة العمل على خلق
بعض المناسبات التي يجلس فيها الموظفون مع بعض في جو ودي , و أخيرا قد يكون الحل
في التخلص من الموظف خالق المشاكل إذا كان غير مهم للمنظمة ..
بواسطة : أيمن الشعباني
بواسطة : أيمن الشعباني
